السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاه و السلام على خاتم الانبياء محمد بن عبد الله و الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ليخرجنا من الظلمات الى النور و من عباده الاصنام الى عباده رب الانام و من عباده العباد الى عباده رب العبد، اما بعد...
كان رسولنا الكريم قائد حكيم رحيم رجل حرب و سلم و الدليل هذا الموقف
فبعد فتح مكه انتصر المسملين نصرا عظيما و خضعت تقربيا كل القبائل الى الاسلام و لكن كانت هناك قبيله بالقرب من مكه ارادت قتال المسلمين و هي قبيله ثقيف بالطائف و وقفت معها قبيله هوزان فخرج المسلمين لقتالهم بجيش عدد 12000 رجل، فلما علمت قبيله ثقيف بالأمر جهزت جيشها و أستعدت و خرجت من الطائف لمواجهه المسلمين و نزلت في وادي حنين بالقرب من مكه وكان قائد قبيله ثقيف رجل حرب و حكنه اسمه مالك بن عوف فأراد أن يعمل خطه عسكريه فأدخل جيشه بالليل في مضائق من هذا الوادي، وفرق أتباعه في الطرق والمداخل، وأصدر إليهم أمره، بأن يرشقوا المسلمين عند أول ظهور لهم، ثم يشدوا عليهم شدة رجل واحد،وقبل أن يبزغ فجر ذلك اليوم، استقبل المسلمون وادي حنين، وشرعوا ينحدرون فيه، وهم لا يدرون بما كان قد دُبِّر لهم بالليل. وبينما هم ينحطون على ذلك الوادي، إذا بالنبال تمطر عليهم من كل حدب وصوب، وإذا بكتائب العدو قد شدت عليهم شدة رجل واحد، فانهزم المسلمون مبدئيا راجعين، و كانت هزيمة منكرة لذلك الجمع الكبير 12000رجل من المسلمين فدب الرعب بين صفوف جيش المسلمين فلما الرسول صلى الله عليه و سلم الأمر أنحاز ذات اليمين و قال:
( أنــا النبي لا كذب، أنا محمد ابن عبد المطلب ) ولم يبق معه في موقفه إلا عدد قليل من المهاجرين والأنصار . ثم قال لعمه العباس رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي عباس ! نادِ أصحاب السَّمُرَة - أي: أصحاب بيعة العقبة - فقال عباس : أين أصحاب السمرة ؟ قال: فوالله لكأَن عطفتهم حين سمعوا صوتي، عطفه البقر على أولادها - أي: أجابوا مسرعين -فقالوا: يا لبيك يا لبيك،قال: فاقتلوا الكفار...فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال: حمي الوطيس ، قال: ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات، فرمى بهن وجوه الكفار، ثم قال: انهزموا ورب محمد فتجمع جيش المسلمين مره أخرى و زادت العزيمه لديهم فقاتلوا الكفار قتال عظيم حتى فر الكفار من المعركه و انتصر المسلمين نصرا عظيما و غنم المسملين غنائم كثيره جدا من الابل و الغنم و بلغت تعددها فوق المئه الف وهذا الحدث وما رافقه من مجريات ووقائع، هو الذي أشار إليه سبحانه وتعالى، بقوله: { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين } (التوبة:25-26) .
لقد كان موقف رسول الله وثباته في هذه المعركة مع قلة من الصحابة دليلاً ناصعًا، وبرهانًا ساطعًا على عمق إيمانه بالله، وثقته بنصره وتأييده، وتحققه بأن نتيجة المعركة سوف تكون إلى جانب الحق. وإنك لتبصر صورة نادرة، وجرأة غير معهودة في مثل هذه المواقف؛ فقد تفرقت عنه صلى الله عليه وسلم الجموع، وولوا الأدبار، لا يلوي واحد منهم على أحد، ولم يبق إلا رسول الله وسط ساحات الوغى، حيث تحفُّ به كمائن العدو من كل جانب، فثبت ثباتًا عجيبًا، امتد أثره إلى نفوس أولئك الفارين، فعادت إليهم من ذلك المشهد رباطة الجأش، وقوة العزيمة .
ويستفاد من بعض تصرفاته صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة، أن الدافع الأول وراء مشروعية الجهاد، هو دعوة الناس إلى دين الإسلام، وهدايتهم إلى الطريق المستقيم، وإرشادهم إلى الدين القويم، وهو الهدف الأساس الذي جاءت شريعة الإسلام لأجله؛ ولم يكن الهدف من مشروعية تلك الغزوات تحقيق أهداف اقتصادية، ولا تحصيل مكاسب سياسية. يشهد لهذا المعنى موقفه صلى الله عليه وسلم من مالك بن عوف - وكان المحرك الأساس، والموجه الأول لمعركة حنين - فقد سأل صلى الله عليه وسلم أصحابه عن مالكٍ، فقالوا: إنه بالطائف مع ثقيف، فقال لهم: أخبروه، أنه إن أتى مسلمًا رددت عليه أهله وماله، وأعطيته مئة من الإبل، فأُخبر مالك بذلك، فجاء يلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدركه، فرد عليه أهله وماله، وأعطاه مئة من الأبل، وأسلم فحسن إسلامه. والخبر ذكره ابن إسحاق .
و هذا الموقف يدل على عقليه الرسول صلى الله عليه و سلم العكسريه ففي المدارس العسكريه يتم تدريس الخطط العسكريه فمن الحلول انه عندما يهاجمك جيش بغته ان تنسحب مع جيشك ثم تزيد معناويتهم ثم تهجم مره أخرى يعني مثل الفر ثم الكر .
كل هذا - وغيره كثير - يدل دلالة واضحة على أن الجهاد في أصله ليس إلا ممارسة لوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن الوظيفة الأساس من الجهاد، والهدف المرام من تشريعه، دعوة الناس إلى الدين الحق، وضمان حريتهم في اعتناق هذا الدين .
عليه الصلاه و السلام
دمتم بخير