قال المتنبي:
اقمت بارض مصر فلا ورائي------تخب بي المطي ولا امامي
وملني الفراش وكان جنبي------يمل لقاءه في كل عام
قليل عائدي سقم فؤادي------كثير حاسدي صعب مرامي
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وزائرتي كأن بها حياء------ فليس تزور الا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا------فعافتها وباتت في عظامي
يضيق الجلد عن نفسي وعنها------فتوسعه بانواع السقام
كأن الصبح يطردها فتجري------مدامها باربعة سجام
اراقب وقتها من غير شوق------مراقبة المشوق المستهام
ويصدق وعدها والصدق شرٌ------اذا القاك في الكرب العظام
ابنت الدهر عندي كل بنت------فكيف وصلت انت من الزحام
جرحت جرحا لم يبق فيه------مكان للسيوف ولا السهام
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
يقول لي الطبيب اكلت شيئاً------ودواءك في شرابك والطعام
وما في طبه اني جواد------اضر بجسمه طول الجمام
تعود ان يغبر في السرايل------ويدخل من قتام في القتام
فأمسك لا يطال له فيرعى------ولا هو في العليق ولا اللجام
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فإن امرض فما مرض اصطباري------وإن احمم فما حمُ اعتزامي
وإن أسلم فما ابقى ولكن------سلمت من الحمام إلى الحمام
مع تمنياتي لكم بالتوفيق ياسين النسور